إبراهيم الحساوي لمتدربي ورشة التمثيل: لا تمثلوا!
top of page

إبراهيم الحساوي لمتدربي ورشة التمثيل: لا تمثلوا!

الدمام : علي جوهر 

"التمثيل هو أن لا تمثل" بهذا الشعار انطلقت ورشة التمثيل السينمائي ضمن مهرجان أفلام السعودية في دورته الثالثة تحت إشراف وتدريب الفنان إبراهيم الحساوي، وهي إحدى ثلاث ورش احترافية ينظمها المهرجان و يدعمها بالتعاون مع أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي وأكاديمية نيويورك لصناعة الأفلام.

بدأت ورشة التمثيل السينمائي بأسلوب غير معتاد إذ استفز الحساوي ردة فعل المتدربين من خلال مقابلتهم بردود فعل ومشاعر صادمة حال مبادرتهم بإلقاء التحية عليه قبيل دخولهم قاعة التدريب  مما أدخلهم في حالة ارتباك وتوتر. عبّر الحساوي عن هذا الأسلوب بأنه استهداف عملي لكيفية تعاطي الممثل مع الضغوط والقلق والتوتر وضرورة الشعور بوطأة التوتر وعدم الاستعداد للموقف والتحرر من ذلك أثناء خوض الممثل أدواراً تستدعي تجسيد شخصيات معقدة ومركبة في الأفلام. السؤال العريض لورشة اليوم الأول "هل التمثيل حقيقة؟" تأرجحت حوله إجابات المتدربين والمتدربات الذين أبدى كل منهم وجهة نظره قبل أن يشرح الحساوي أن عملية التمثيل هي فلسفة عميقة تبدأ قبل الوقوف أمام الكاميرا بوقت طويل. القدرة على توظيف كل الحواس في تأدية الأدوار السينمائية، وتأثير المكياج الخارجي، وإظهار "المكياج الداخلي" للشخصية للوصول إلى حد الإقناع هي بعض المهارات التي استفاض وركز عليها الفنان إبراهيم الحساوي مستعيناً في ذلك بتمرين جماعي للمتدربين على تقمص وتأدية دور شخصية الأعمى. تفاعل المتدربون بحماسة كبيرة و تعرفوا على مكامن الضعف و القوة في أدائهم بالتوجيه و التصحيح المباشر سواء من الفنان الحساوي أو ملاحظات المتدربين , إضافة إلى تطبيق تمارين جماعية لتعزيز التواصل و تحريك المشاعر الدافعة للتفاعل مع الآخرين مهما كانت الآراء و التوجهات و المواقف.

في الثلث ما قبل الأخير من الورشة , تناوب المتدربين على طرح الأسئلة بما يتعلق بتقمص الشخصيات و عزل الذات و اكتشاف الشخصية , و التواصل العاطفي مع السيناريو قبل تأدية الدور و نوه المدرب على أن تكون قراءة السيناريو على ثلاث مراحل: القراءة العامة للسيناريو، ويليها القراءة بعمق لأبعاد  للشخصية، وأخيراً القراءة لاستيعاب الفكرة والتشبع بالقصة. واستشهد بإحدى حالاته الخاصة مع سيناريو "مونودراما نوستالجيا" من كتابة الشاعر صالح زمانان الذي بلغ حد البكاء أثناء قراءة نصه، في إشارة إلى أهمية وضرورة التفاعل العاطفي مع السيناريو للتمكن من تقمص الشخصية.

"هل التمثيل سهل أو صعب؟" أنهى الحساوي ورشة اليوم بهذا السؤال وتباينت آراء المتدربين حوله بناء على تجاربهم الشخصية، واتفقوا على أن الموهبة الفطرية عامل أساسي دون إغفال دور التدريب والتثقيف الذاتي لصقل الموهبة و الانفتاح على الجزء الأعمق من الذات.

وتستمر ورشة التمثيل السينمائي إلى يوم الأثنين 28 مارس 2016م. وهي إحدى ثلاث ورش ينظمها مهرجان أفلام السعودية في دورته الثالثة في الدمام مع ورشة الإنتاج الإبداعي لمحمد سندي وورشة التصوير السينمائي لجوناثان ويتيكر.

bottom of page