في بلاد اللاسينما يحقق السعوديون حلمهم في صناعة الأفلام
top of page

في بلاد اللاسينما يحقق السعوديون حلمهم في صناعة الأفلام

في ظل غياب دور السينما، وبلا تمويل رسمي، ووسط انتقادات من التيار المحافظ في السعودية، انطلق واختتم خلال خمسة أيام من 20 إلى غاية 24 فبراير الجاري، مهرجان أفلام السعودية في دورته الثانية، عبر منصة مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام (شرق السعودية). مهرجان أفلام السعودية في دورته الثانية المنتهية مؤخرا، شهدت أكثر من 7500 مشاهد ومشاهدة خلال أيام العروض، حيث تنافس 66 فيلما و34 سيناريو غير منفذ على النخلة الذهبية والفضية والبرونزية بجوائز تصل قيمتها 180 ألف ريال سعودي (48 ألف دولار)، تقدّم على شكل تمويل لإنتاج مشروعات أفلام الفائزين الجديدة، وذلك ضمن مسابقات الأفلام الروائية القصيرة، والأفلام الوثائقية، وأفلام الطلبة. وكذلك على مستوى كتابة السيناريو السينمائي، وتأتي هذه الجوائز من ممولين وشركات من القطاع الخاص آمنت بالمشروع فدعمته. نتائج المهرجان أعلنت لجنة التحكيم المكوّنة من المخرج السعودي عبدالله آل عياف، والمخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد العماني عبدالله حبيب، نتائج المسابقة التي جاءت متوقعة من قبل المتابعين، حيث حصد النخلة الذهبية عن الأفلام الروائية القصيرة فيلم “شكوى” من إخراج هناء العمير، بينما ذهبت النخلة الفضية إلى فيلم “حورية وعين” لشهد أمين، ونال النخلة البرونزية فيلم “نملة آدم” لمهنا عبدالله. أما على مستوى الأفلام الوثائقية فقد ذهبت النخلة الذهبية إلى فيلم “الزواج الكبير” من إخراج فيصل العتيبي، بينما ذهبت الفضية إلى فيلم “حمال” لمحمد شاهين، أما البرونزية فكانت من نصيب فيلم “البسطة” لمحمد الحمادي. وفي مسابقة أفلام الطلبة نال الذهبية فيلم “ضائعون” لمحمد الفرج، والفضية فيلم “ليس هكذا” لأسامة الصالح، والبرونزية فيلم “دورة عنف” لنورة الفريخ. أما على مستوى مسابقة السيناريو فقد أعلنت لجنة التحكيم المكوّنة من المخرجة السعودية عهد كامل، والكاتب البحريني فريد رمضان، والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد، نتائجها متوجة الكاتب عباس الحايك بالنخلة الذهبية عن سيناريو “نذر”، والشاعر مالك إصفير بالفضية عن سيناريو “رياض”، بينما ذهبت البرونزية إلى حسين المطلق عن سيناريو “صالح”. وكرّم المهرجان المخرج السعودي إبراهيم بن حمد القاضي، ويأتي هذا التكريم استمرارا لنهج المهرجان منذ دورته الأولى، حيث بدأ بتكريم المخرج السعودي عبدالله المحيسن، وذلك سعيا من المهرجان إلى الاحتفاء بالمبدعين السعوديين الفاعلين في الحراك الثقافي والفني، ورغبة منهم في أن يتحوّل إلى تقليد احتفائي ملهم، يعكس ما قدّمه المكرّم في سبيل تأصيل وتطوير التراث الفني السعودي وربطه بالثقافات العالمية. وإبراهيم القاضي المكرم في هذه الدورة ولد وعاش في الهند أغلب سنوات حياته، استحق عن جدارة تبجيل العاملين في سلك المسرح والسينما الهندية (بوليوود)، نظير تأسيسه لأهم حركة مسرحية عرفتها الهند، هذا بالإضافة إلى تتلمذ بعض أهم روّاد بوليوود على يديه، حيث درسهم في مدرسة الدراما الوطنية التي أسّسها وأدارها لخمسة عشر عاما. وكان قد تمّ تكريم القاضي سابقا بوسام بادما فيبوشان عام 2010، وهو ثاني أعلى وسام مدني تمنحه الحكومة الهندية، وجائزة فارس الفنون والكتابة من السفارة الفرنسية. الورش السينمائية على هامش المهرجان قدم الموسيقي البحريني محمد حداد ورشة حملت عنوان “موسيقى الفيلم”، استعرض عبرها كيفية العمل على تأليف موسيقى لمشهد سينمائي، وبناء الحالة الدرامية للفيلم، فيما تحدث السيناريست محمد حسن أحمد في ورشة بعنوان “فن كتابة السيناريو” عن تطوير القصة وتعريف تقنيات السرد في الفيلم، أما المخرج السوري مالك نجار فتناول اللغة السينمائية واللقطات وصناعة الكركترات في ورشة الإخراج. هذا وتعسكر المحتسبون في مواقع التواصل الاجتماعي خلال أيام المهرجان معارضين للسينما وللمهرجان، ومعرّضين بمشرفه العام الشاعر أحمد الملا، حيث اعتبر بعضهم ما حصل في المهرجان حفلات مجون لا تتناسب مع دولة إسلامية مثل السعودية، حسب قولهم، معتبرين وجود الفنانين والفنانات تحت سقف واحد هو نوع من الاختلاط اللاشرعي، ومطالبين أصحاب القرار السياسي بالوقوف الصارم تجاه هذه التجاوزات الأخلاقية والدينية. في المقابل لم تؤثر هذه الحملة، لا من بعيد ولا من قريب، على فعاليات المهرجان التي مضت بخطى ثابتة، وباحترافية كبيرة بمساعدة متطوعين ومتطوعات فاق عددهم المئة.

bottom of page